أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - كلام في حماية المدنيين السوريين














المزيد.....

كلام في حماية المدنيين السوريين


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 17:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائماً يعبّر البعض عن استغرابه لرفع بعض المتظاهرين السوريين الذين يواجهون فظائع القتل والقمع وجرائم الحصار والتجويع من قبل النظام السوري للوحاتٍ أو لافتاتٍ تطالب بالتدخل الأجنبي أو بمنطقة عازلة وحماية دولية، مما يرونه مساساً بالسيادة الوطنية ونقائها. وهو استغراب له منطقه لاشك، والذي لولاه لما كان التردد المشهود عن هذه المسألة في بعض صفوف المعارضة وكأنها تُساق إلى الموت. وإنما بمقاربة الأمر من زاوية أخرى بعيداً عن الأولى، نجد أيضاً أن في المسألة نظر.
فإذا كان المتظاهرون السورييون السلمييون والمسالمون الذين خرجوا إلى الشوارع والساحات يطالبون بحريتهم السليبة وكرامتهم المفقودة يواجهون الموت في كل تظاهرة منذ اليوم الأول للاحتجاجات من مدينة درعا، ومازالوا مصرين على مطلبهم برحيل نظام القمع والقهر، وقد أكملوا على حالتهم هذه تسعة أشهر، ارتكب فيها النظام في أقل الإحصائيات أكثر من خمسة آلاف قتيل، فيهم قرابة 340 طفلاً و 200 إمرأة، وعشرات الآلاف من المعتقلين، وقوات الأمن والشبيحة ومئات الدبابات تمور بين المدن والأحياء قصفاً وتدميراً وخراباً. فما المنتظر قوله من المتظاهرين والمعارضين، وماذا يمكن أن يرفعوا من لافتات..؟
تقدم بعض السوريين ومعهم بعض الإخوة العرب بمقترحات ومبادرات باردة وخجولة وإنما بعد فوات الأوان، وقد أصبحت مقالة السوريين الثائرين الصريحة والفصيحة وبالقلم العريض، بكل لغات العالم لمن يسمع، بلغة بريل لمن فقد بصره، وبلغة الإشارة للصم والبكم، بأن مطلب الشعب الوحيد لتحاشي زيادة عدد الضحايا والإثقال على المقترحين والمبادرين من أصحاب النوايا الحسنة والعاطلة، هو إسقاط النظام فقط لاغير، وهو مطلب يضع السوريين في اتجاه واحد للحل، فالشعب لايرحل ولن يرحل، وهو أبقى من النظام. وعليه، فإن المتظاهرين الاستشهاديين لم يتركوا وسيلة من وسائل التعبير والاحتجاج المسالم إلا وفعلوها، فماذا يمكن أن يفعلوا بعد 280 يوماً من استمرار الإثخان في القتل والترويع والاعتقال والإذلال من قبل النظام الحاكم، والإصرار على عدم التوقف ورفض الرحيل...؟
ليس من الإنصاف المساواة بين القاتل والضحية، والمجرم والبريء، والظالم والمظلوم. فالأصل أن يكون الكلام عن الظالم والقامع والمستذِلّ والمستعبِد المالك لكل وسائل العنف والقهر والإذلال، وليس عن الآخر المقموع والمقهور والمنهوب ممن لا يملك من أمره شيئاً سوى الصراخ من الألم والمعاناة ورفع اللافتات المطالبة بالإنقاذ.
زادوا في الظلم والقمع والقهر والاضطهاد وتجاوزوا حدوداً رعيبة، وحتى إذا خرج المواطنون عن طورهم في مواجهة قتَلَتهم وسفاكي دمهم وقاهريهم ومضطهديهم، وصرخوا أمام تهاون الإخوة في نصرتهم وتراخي الجامعة العربية في الأخذ على يد القتلة ومعاقبتهم، وقالوا بعد ثمانية أشهر أو تسعة: نعم للتدخل الأجنبي، نعم للمنطقة العازلة، أنقذونا من الذبح، أدركونا إننا نواجه التوحش والإبادة بصدور عارية، خرج عليهم النظام وشبيحته وبعض من أصحاب النوايا الحسنة مخونين ومتهمين، ونسوا سبب المصائب كلها، ولو أنهم خففوا وضبضبوا شنطهم ومشوا لاستراحوا وأراحوا. فالشعب يريد إسقاط النظام، وسورية بدها حرية، وهم في غاية التياسة والمناكفة معرضون، ومصرون على المشي إلى حتفهم البئيس، وكأنهم لم يروا مصير القذافي ولم تنفعهم منه عظة ولا اعتبار.
وعليه، فلماذا يُستغرَب أن يرفع من يواجه الموت وفظائع القتل والتوحش اليومي في المدن والبلدات والأرياف صوته مستنجداً بالضمير العربي والإنساني أن ينقذه..؟ قد يقول المعترضون: لاشيء يبدو مجاناً، والضمير ليس كما تتصورون، وكلٌ بثمنه، وجوابنا: ماالحل أمام إصرار المجرم على إجرامه والإجهاز على ضحاياه دون وازع من ضمير أو وطنية أو حتى إنسانية، وقد صبرنا عليه سنين وسنين وأكملناها بتسعة أشهر. هل يُترَك ليكمل علينا، أو نستغيث ونرفع الصوت بالصراخ..؟ فإما أن تقنعوا النظام وجوقته وشبيحته بالتوقف والرحيل، أو تكرمونا بسكوتكم، ولاتبيعوا علي من يذبح كل يوم طهراً كاذباً ونقاءً أكذب، وأنتم تعلمون من هو النظام في وساخاته وقباحاته وبجاحاته...!!
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=8eZxvbxwzz4
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=fGeGQL7k0ag
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=Q5V3Fogj-Uo



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا رئيس ولست مالكاً للبلد
- على بشار الأسد أن يقول للشعب أنا لست بخالقكم..!!
- النظام السوري في مواجهة قرارات الجامعة العربية 2/2
- النظام السوري في مواجهة قرارات الجامعة العربية 1/2
- التغيير السوري على غير الطريقة القذّافية
- الأضحى والتضحية بأحرار سوريا وحرائرها
- صفقة شاليط ورد وشوك
- المسيرات العفوية للمنحبكجية
- مندس سوري قادم من زنزانة إسرائيلية
- كلمة إلى المجلس الوطني السوري
- صطيف جندلي الحمصي أم ستيف جوبز الأمريكي
- الشعب السوري أقوى من قامعه ومؤيديه
- لادراسة ولاتدريس حتى يرحل الرئيس
- مابين القارورة الليبية والشبيحة السوريّة
- شهداء بالملايين
- الانتفاضة السورية العظيمة وفريضة الوقت
- نظام التشبيح والشبّيحة
- يالله ارحل يابشار
- فتشوا عن النظام السوري
- النظام السوري يمهد بممارساته للتدخل الدولي


المزيد.....




- القبض على جندي أمريكي في روسيا.. والكرملين لـCNN: يجب أن يحا ...
- بايدن وعاهل الأردن يؤكدان التزامهما بالعمل للتوصل إلى وقف مس ...
- عربة الإنزال المطورة تشارك في عرض النصر بمدينة تولا الروسية ...
- -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية للهجوم على رفح
- -روستيخ- تطور منظومة جديدة لتوجيه الآليات في ظروف انعدام الر ...
- عالم يحل لغز رموز أثرية غامضة في العراق تعود إلى عام 700 قبل ...
- وزارة الصحة الروسية تحذر من آثار جانبية جديدة لـ-إيبوبروفين- ...
- معركة بالأكياس بين الطلاب الأميركيين
- استراتيجية بايدن المتهورة قد تؤدي لحرب خطرة
- إيلون ماسك يتوقع اكتشاف آثار لحضارات فضائية قديمة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - كلام في حماية المدنيين السوريين